المهارات تجمعنا

فخرة المنصوري
فن الألعاب الرقمية ثلاثية الأبعاد

نعود إلى عام 1989. أنت في الثالثة من عمرك. وتجلسين في غرفة بمنزل في مدينة العين تنقرين على جهاز كومودور 64. أنت فعلياً في الطريق لتصبحي رائدة في هذا العالم سريع النمو لتصميمات الفيديو في الإمارات العربية المتحدة.

بدأت فخرة المنصوري حديثها قائلة "لقد كان حاسب آلي قديم، ولم يكن لدي أي فكرة عما يحدث على الشاشة" وأضافت "لكنني عرفت أنه إذا نقرت على أزرار لوحة المفاتيح فستتغير الأشياء على الشاشة. لقد نشأت وأنا منبهرة بكل هذا.

كنت ألعب في منزلي أو في منزل الجيران وكان الأمر اجتماعياً جداً بالنسبة لي. وبعد عودتي من المدرسة إلى المنزل وانتهائي من الواجبات المنزلية، كان هذا بمثابة نشاطي الروتيني.

أنه عام 2011. أنت في الخامسة والعشرين من عمرك. وتدرسين إدارة المعلومات بكلية التقنية العليا في العين. ويطلبون من صفك تصميم لعبة تعتمد على المتاهة. هذه هي اللحظة الحاسمة التي ستحدد مستقبلك. وبعد ثلاثة أسابيع تصممين أول لعبة رقمية لك.

"لقد قفزت حرفياً من على مقعدي وقلت "نعم!" فلم أعتقد من قبل أبداً أنه بمقدوري القيام بهذا الأمر. ولم يدفعني أحد للقيام بأمر مماثل. ولقد كانت هذه تجربتي الأولى مع تكوين لعبة وبذلت حقاً مجهوداً إضافياً.

تضمنت اللعبة "خصائص اللاعب الواحد والعديد من اللاعبين والرسوم المتحركة، حتى أنني قمت بتأليف الموسيقى التصويرية على جهاز الماك بوك الخاص بي. وكان هذا بمثابة المفتاح الذي فتح لي كل الأبواب. وبدأت أفكر جدياً ما إذا كنت قادرة على أن تكون هذه مهنتي، وبما أنني كنت على وشك التخرج، اندمجت في البحث عن المكان الذي أدرس فيه هذا المجال باستفاضة.

أنه عام 2012. أصبحت مصممة ملهمة للألعاب لكنك في حاجة إلى الخبرة. ولقد أطلقت Twofour54 للتو أول أكاديمية للألعاب الإلكترونية في أبوظبي بالشراكة مع يوبيسوفت. كما أنك تستخدمين مواد تعليمية على الإنترنت لخلق عرض دعائي لألعاب فيديو المغامرات والتي تتضمن دودة تلتقط نقاطاً.

"كانت هذه هي المرة الأولى التي أدرك فيها أن ألعاب الفيديو تتضمن كل ما أهتم به: التكنولوجيا والعلم والفن. كما أننا كنا قادرين على دعوة الأصدقاء أو العائلة أو أي أشخاص نعرفهم لتجربة الألعاب، وبالتالي كان لدينا جمهور يختبر الألعاب على أرض الواقع ونحصل على رأيه الحقيقي".

مبروك! لقد أنهيت دورة تطوير الألعاب وربحت فرصة للتدريب في يوبيسوفت أبوظبي لمدة ستة أشهر. وأنت مصمم مشارك في تطبيق للألعاب على الأجهزة النقالة: “CSI: Hidden Crimes”.

أنت مصممة ألعاب ناجحة ترغب في بدء مشروع تجاري. ولجمع رأسمال لتأسيس شركة صغيرة، التحقت بوظيفة في مجال تكنولوجيا المعلومات وعملت بعد ساعات الدوام. وبحلول يناير 2014، كانت شركتك الجديدة Hybrid Humans جاهزة لإطلاق أول لعبة خاصة بها باسم “Hop Hop Away” والتي تعتمد على فكرة كانت لديك منذ أن كنت بأكاديمية twofour54 للألعاب الإلكترونية.

وبحلول عام 2015، كانت لعبتك “Hop Hop Away” تستعد لتصدر من جديد بمستويات أكثر تقدماً وبمحتويات محدثة، هذا بالإضافة إلى لعبة تابعة لها تسمى “Who Lurks” وتدور حول "نهاية العالم". تلقى اللعبة ترحيباً عالمياً مما يؤدي إلى مشاركتك في الفعاليات العالمية للألعاب والحديث في مؤتمر مطوري الألعاب وهو أكبر تجمع سنوي لمطوري ألعاب الفيديو المحترفين في سان فرنسيسكو.

"لقد أخذنا هذه الفكرة الأساسية وجردناها من كل شيء، وسألنا أنفسنا ما الذي أعجبنا وما الذي لم يعجبنا وما الذي يجب إضافته. وكانت الفكرة تدور حول الأرانب التي تسعى إلى الهروب إلى السعادة. ويمر اللاعبون ببيئات مختلفة في مدينة تذكرنا بأبوظبي ويصلون إلى غابة غامضة قبل أن ينجحوا في الوصول إلى "المزرعة السعيدة".

أنه عام 2016. وبالإضافة إلى عملك مصممة للألعاب، أصبحت خبيرة في تطوير الألعاب بمهارات الإمارات وهي مسابقة للمهارات المهنية التي تهدف إلى إلهام الشباب الإماراتي لتبني مهارات جديدة وبناء مستقبل مهني في المجالات التقنية والمهنية.

لقد شاركت في مهارات الإمارات قبل انضمامي إليها حكماً، وما أعجبني فيها هو أن جميع هؤلاء الشباب يقومون بأمور مختلفة. الأولاد يطهون أو ينسقون الحدائق وكانت البنات تمارسن المهارات الميكانيكية، فلقد اختفت كافة القوالب النمطية وكان الشباب يقومون بما يحبونه فحسب. ولقد وجدت أن هذا مؤثر جداً".

"في كل عام نستقبل مجموعة جديدة من الطلاب بنسبة متساوية من الأولاد والبنات وهو ما يدفع الطلاب لتحقيق أمراً لم يفكروا فيه من قبل. وهذا ما يفتح الأبواب أمام الطلاب ويبني مجتمعاً من المبتكرين.

وصلنا إلى عام 2017. وستقام مسابقة المهارات العالمية أبوظبي 2017 في شهر أكتوبر. أمامك فرصة لتجد المهارة التي تحبها والمسار المهني الذي ترغب في متابعته.

دائماً ما أقول لأي شخص أن يتخيل مستقبله بعد ثلاثة أو أربعة أو خمسة أعوام وأن يسأل نفسه ما الذي يحب أن يفعله طوال عشر ساعات يومياً. وإذا عرفت الإجابة، فهذا يعني أنك تعرف المسار المهني الذي ستسلكه.

"أنا أحب عملي وأود أن أخبر كل شخص عنه لأنني أتمنى أن يجد كل شخص ما يحب أن يعمله".

ما هو مستقبلك؟

اكتشف مهاراتك اليوم